الثلاثاء، 12 مارس 2013

زمن القصيدة

عيبنا وجودنا في زمن
لا يعرف القصيدة
وحتى القصيد
لم تعد تعترف بالشعراء
المساكين

عيبنا أننا ولدنا بطيب قصيدة
وتوارثنا مهد زخرف ببيت شعر
ففي ثغر أمي كانت أول القوافي
وكل أمي قصيدة
لذلك أصبحنا
شعراء مساكين
في زمن يجالسه المجانين

عيبنا أن المجانين
لا يدركون أن الشاعر إنسان
والإنسان قصيدة
لكن في عتمة ليل الوطن
أصبح الشعراء
مارقين

وعلى أرصفة الوطن
يرانا من لا يعرف القصيدة
أننا منحرفين
ومتسكعين

فتبا لجسد لا يحوي قصيدة
ولا يردد قصيدة
وتبا لشاعر عاش
في زمن موت القصيدة
زمن بطون
الآكلين الشاربين

يا وطني

في وطني تغفوا الحمائم
على موسيقى بنادق يقود زنادها .. جبناء
ينتهزون فرصة السكون
ليثيرون ألف خبرا وخبر

في وطني يتجدد
كل شيء مسرعاً
ويتغير مسرعاً
حتى صوت الريح
والفحيح
وكل شيء قليل
وهزيل
إلا دموع التماسيح
فقد كثرت دموع التماسيح
دون نهر

في وطني يتأهب
الفقير للبذخ
وهو يذبح بسكين الأمنيات
واثار السياط
لازالت بجدران جلده
ألا يدري تأهبه للسراب ..؟
ليلامس القمر

في وطني
لا شيء صادق إلا التراب
والزيتون والنخيل ...!!
فعلاقة تماسك تربطهم
إما البحر يكذب على الجبل
كما يزين .. سيد التخاذل
حواف الأمنيات ..
بدرر ليست بدرر

قلب فارغ ممزق



ذات ليل يرتدي قناع الوقار
ينتاب كليهما كلم
فقالت : يا بهي الطلعة احبك
فقال : لن ارفع شارة للحب بعدك ..
قالت : سوف أكون الترياق الذي لا يعيه داء
قال : أحبك يا سيدتي يا عبق الأرض يا حبا امجد من أمجاد روما
قالت : أسلمتك وطني (( ووطن المرأة قلبها ))
فابتسم هو ورحل .... فقبعت هي
وعند حافة الليل دبيب وصهيل وخرير وفحيح وعواء وقمر خجول بالكاد ينعكس شعاعه الباهت فوق كاس زجاجي ملء نصفه شيء يقبع في نافذة خشبية تتآكل .
وعلى ناصية الفجر انتظار لأمل شبه ميت ..
وبجوار لحد قبر طفلة شجرة صبار تحتاج ابرها أن تغز أنامل رطبة
وعلى قطعة رخام يكسوها الغبار كتبت أنامل ترتجف
-نحتاج لأمانينا صدق كي تتنفس
-وتحتاجنا الحياة كي نرويها إنسانية
-ويحتاجنا الأخر حبا وودا وسلاما

في طرف قطعة الرخام بقعة طلاء احمر نسجت سيدة من سيدات العناكب بيتها بعد قتلها لزوجها على البقعة لتوهم الفراشات أنها وردة ..
وعند المساء الثاني عم ليل آخر يرتدي قناع الوقار
وجاء هو إليها يحمل بيده بندقية
فقالت : أين كنت ؟
فقال : كنت ابحث عن وطن آخر لأحرره ..
قالت : ووطني ...؟
فابتسم هو ورحل .... فقبعت هي
عند حافة الليل تحمل بين حناياها وطن ممزق ...!!
.

احبك

اجـمـع حـروفــي ..
مـن لـيـل عـيـنـيك
اخـتـار زهـوري ..
مـن وجـنـتـيـك
وبـيـن ..
لـيـل عـيـنـيك
وزهـور وجـنـتـيـك
أتـمـزق شـعـرا ونـثـرا
وأكـتـبـك قـصـيـدة شـوق
واضـعـك ورقـا ربـيـعـيـا ... بـأغـصـان الـشـجـر
ورذاذ مـلـح
مـن مـوج الـبـحـر
وشـعـاع نـور
مـن ضـوء الـقـمـر
لـتـكـتـمـل بـاسـمـك أجـمـل قـصـيـدة لـلـمـكـان والـعـمـر .

لأكتب قصيدة

لأكتب قصيدة



استل قلمي الحنون
كاستلال خنجرا
من حزام الليل
لورقي الهزيل
لأكتب لمحياك
قصيدةٌ جوهرا
أناملي مستبشرا
بقصيدتي
المتأنقة المتألقة المنمقة
تخصك وليست بمعلقة
برائحة عشق معطرا
موردة مزهرا
تحت جنح الظلام
وفي سكون الليل
على ضوء شمع اصفرا
ترقص حروفي ويدي
وخنصري وبنصري
وأضلعي يتلو الزفير
كم شهيق مارق متهورا
تتهادى الحروف الجامحة
لأناملي لقصيدتي
المذهبة لأجلك
بلون شفق أشقرا
من عمق الحنين
تكتب
ازدانت سطوري
بقصيدتي
فأضحت وردا احمرا
ليبي الهوى متشبعا
ومتجانسا
بدفء القلوب الطيبة
وفي من قلوب حالكة متحجرا
هنا أقف لرحابتي
فقصيدتي لن تكتمل
فالمحتمل
أن تصرخ أو تجهرا

الأربعاء، 4 يناير 2012

الاستقلال بالذات على التراب



أحيانا التمس قمة الإنسانية والفطرة البشرية باحتوائي نفسي لأحملها إلى مكان رحب أسمو فيه مع ذاتي ومع محيط من كائنات أخرى ليست من فصيلتي الآدمية ولكن ألفتها وألفتني وعرفت إني لا امقتها حياتها فتركتني اقترب لتأملها .. فحملت نفسي إليها هربا من الحوائط المستعرة بالألم ...

السماء واضحة المعالم صافية إلى درجة انك لا تستطيع النظر إليها بعض من سحاب يعب مساحتها واشعر انه يتجمع لحاجة ما تحبها الأرض ومن على الأرض ... الصمت يغزو المكان لا شيء إلا صوت عقارب ساعتي أحسها تخترق راسي وكأنها ضجيج آلات مصنع ..
زال صوت عقرب ساعتي عند انفلات الجدول ما أجمل صوت خرير الماء
أرى رقص فالسماء عصافير رماها العطش ترقص وتغني للماء
تحاول أن تشكرني بالتقرب مني دون ارتياب .. تتساقط الأطيار على الجدول والماء يتدفق دون توقف ..
بالقرب من الجدول مكان ذلك الثعبان الجميل ذو اللون الأبيض أحيانا لا يأبه لي وأحيانا يهرب وافرح لهروبه فقد يقتل إن أحس أن كل البشر مثلي وأكون سبب بموت مخلوق والثعبان مخلوق لكن ليس أفعى .. فقط أحب مراقبة مكانه خوفا عليه من التدنيس ..
عند جلوسي في مكاني المعتاد أرى ذلك الخط الأسود المنتظم السائر في خطة واثقة باجتهاد للعمل الدءوب ...
فوق الخط الأسود تقاطعات من ألوان البذور وقليل من حشرات ميتة ..
كرمة التين الكبيرة أسقطت أوراقها لتستقبل المطر لتخضر من جديد .. أوراقها كانت ستر حربا تتربص بعد تساقط الأوراق تشعر الحربا أنها عارية ....
الشمس تحاول الاختفاء وتجمع حولها كل ما في السماء من غيوم وتغير ألوان الغيوم إلى لون الشفق فالشمس تخترق غيومها ..
تزداد الشمس بالنزول وتنزل إلى درجة ولادة ليل جديد أصبح المكان يتأبط الظلام ويفترش له السكون ..
تلك الشجرة العجوز الميتة مصدر حطبي .. انتزعت بعض من أغصانها ..
هممت إلى مكاني المعتاد ورميت بحطبي في تلك الحفرة التي يسعدني دائما أن تكون رفيقتي كل مساء إن كنت بالقرب منها ...
يعم الليل كل محيطي .. تتقد ناري ألسنتها تبحث عن شيء تلتهمه لذلك أبعدتها عن كل الدنيا إلا إبريقي وأنا نقترب لأننا نعرفها جيدا وتوعدتها أن لمستني ألسنتها فسوف ارميها بالتراب ..
ما أروع التراب أحب افتراشه جدا لا ادري لما صنعوا الفراش والكراسي .. عندما أكون هناك بين الحوائط الخراسانية اشعر أن الناس يجاملون حوائطهم الخراسانية بالمفروشات والكراسي فهل فكروا أن حوائطهم الخراسانية لا تقوم لولا التبر لولا الرمل لولا التراب ...
لو أنهم عشقوا رائحة الماء فوق التراب وتحسسوا بأناملهم ذلك الابتلال
لعرفوا أن بالقرب منهم كنز ..
اقترب موعد تلك البومة التي تقبع فوق تلك الشجرة العجوز الميتة ..
دائما أحب مراقبتها كونها تعشق الليل وتزعج صيدها وتفترسه فيه ..
كان التعب قد التهم جوانحي قبل جسدي .. أحس بمرفقي يغرس أكثر بالتراب .. لا استطيع أن اعرف أن عيناي لا ترغبان التفتح .. لا ادري أن الشمس .. سوف تكون هي المنبه نعم فقد فقت أنا والعالم بأسره منها ومن خجلها المعهود .. آوه آثار أصابعي على خدي هل سيمحوها اليوم الجديد فألف ألف مرحبا بالشمس واليوم الجديد والأطيار والضجيج وخط النمل الأسود ورحيل البومة ..
فكان استقلال رائع لذاتي وما أجمل استقلال وطن بالكامل لينعم بسيادته وحريته بكل دواخله وما يحوي فقط ... وأتمنى من من يحويه الوطن أن يحمل حبا وودا وسلاما ... ليكون له الاستحقاق بوطنه مع من حوله

من أوراق عبدالباسط الفالح في ذكرى الاستقلال 24/ 12 /2011م

استسلام لذيذ



أفعل ما يحلو لك أن تفعلهُ

بقوة حِجتك
ستار صمتي أنزلهُ
وبكل عنجهيتك
كما ترغب كلمي عللهُ
قلبي في قبضتك
إن شئت اقتلهُ
تفحصه وقلبه ببصيرتك
من غيرك يشملهُ
ألم تترك لي هديتك
انتظارك لأدللهُ
قلبي يتنازل لنظرتك
وينسى حين تغازلهُ
ببسمتك وضحكتك
بهمستك وكلمتك
بمشيتك ووقفتك
بجلستك
ببشرتك ولمستك
برقتك وخفتك
أنك أنت أنت ....
تُذهلهُ
بكل ما بحضرتك
من غيرك طربا يجعله
قلبي من فرط محبتك
آه من حبك كبله ..

من أوراق عبدالباسط الفالح